هو احنا ليه مبناخدش ميداليات؟
- Mohammed Abdelaziz
- Aug 22, 2016
- 3 min read

بصفة عامة، الأولمبياد بالنسبة لي حدث مبهج، وأنا شخصيا بستمتع جدا بكم الرقي والمشاعر الإنسانية والروح الرياضية وحاجات تانية حلوة كتير بتتجسد في حدث بيتكرر كل اربع سنين... بستمتع جدا بغض النظر عن مين كسب ومين اخد ميداليات ومين لأ.
وبما ان الاولمبياد خلصت، فالطقس المعتاد والمتكرر عندنا بعد كل أولمبياد اننا نتساءل ... هو احنا ما بناخدش ميداليات غير يدوبك حاجات قليلة كده؟ ... على المستوى الرسمي، المسئولين ممكن يجتمعوا، ياخدوا شوية إجراءات سطحية زي حبة تغيير في الميزانيات أو الأفراد ... ودمتم.
فعليا الموضوع أعمق من كده ... هي بيئة كاملة مضادة للمواهب الرياضية ... خلينا ناخد نظرة...
نلعب فين؟
من البداية ... ظهور المواهب الرياضية بيبدأ من الطفولة، والطفل في المرحلة دي علشان يلعب فعنده اختيارات محدده: المدرسة، النادي، مركز الشباب، والشارع.
المدرسة: من واحنا صغيرين كان مدرس العربي أو مدرس العلوم بياخدوا حصة الألعاب علشان يكملوا المنهج، لأن الثقافة السائدة ان الرياضة "مجرد لعب"... وبشكل عام وباستثناءات محدودة مفيش ملاعب أو أنشطة رياضية في المدرسة أكتر من حصة الألعاب سالفة الذكر.
لما كبرنا شوية والاجيال اللي بعدنا دخلوا المدارس الدنيا اتغيرت... معظم المدارس مبقاش فيها لا رياضة ولا حتى تعليم.
النادي: الأندية لسه مستمرة في النشاط الرياضي على اختلاف إمكانيات وأولويات كل نادي ... لكن للأسف مش كل الاسر متاح ليها ان أولادها يلعبوا في نادي.
مركز الشباب: أحوال مراكز الشباب في مصر زي مشهد عادل امام في فيلم "التجربة الدنماركية" ... بردو دي القاعدة العامة لكن فيه استثناءات.
الشارع: زمان واحنا صغيرين كنا بنلعب في الشارع، دلوقتي بالعافية بنعرف نمشي في الشارع.
وهكذا المساحة المتاحة أمام الطفل انه يلعب رياضة تقلصت جدا ... وبالتالي احنا بنخسر عدد كبير من المواهب الرياضية الفذة كان ممكن تتفوق، لكن ملقتش مساحة انها تلعب ... ومع ذلك فيه أطفال بتجتهد وتلعب رياضة وفيه أسر لسه قادرة تدعم أولادها وتوصلهم التمرين وتشجعهم باستمرار ... لكن ده بيستمر لغاية ما يقابلوا الوحش.
الثانوية العامة
البعبع الكبير أو الحائط الخرساني اللي بتتحطم عنده مواهب رياضية كتيرة ... الموهبة الرياضية بتقف عند المرحلة دي زي مفترق طرق، وتتردد، إما انها تركز في الثانوية العامة علشان الدروس والمجموع الكبير والكلية الكويسة ... أو انها تستمر في الرياضة وتكتفي بمجموع معقول ... في بلاد أخرى الموهبة الرياضية مش بتتعرض للاختيار ده، لأن الجامعات بتخطف المواهب الرياضية وتديهم منح دراسية كاملة بعيدا عن نظام المجموع والتنسيق. وبالتالي ده حافز للرياضي انه يتفوق رياضيا أكتر وأكتر.
وزي ما خسرنا مواهب رياضية كتير في مرحلة الطفولة، فاحنا بنخسر تاني بعض المواهب الرياضية في مرحلة الثانوية العامة، وعدد أقل هو اللي بيقدر ينجو من عنق الزجاجة ويستمر.
الكورة أولا
لو اتفرجت على البرامج الرياضية في التليفزيون هتكتشف انها مش برامج رياضية ... مجرد برامج كروية.
مصر في تاريخها الأولمبي حققت 27 ميدالية، كلها في رياضات فردية، ومع ذلك كرة القدم بتستحوذ على اهتمام الاعلام والجمهور بشكل كامل ... وفي ذات الوقت فالأندية بتضع كرة القدم أولية قصوى وبتقدم معظم ميزانيتها للنشاط الكروي وشراء اللعيبة. باقي الأنشطة الرياضية بتعمل في الظل وبتشجيع مادي معنوي واعلامي محدود جدا... تقريبا محدش بيسمع عنهم غير كل 4 سنين في الاولمبياد.
الفريق المعاون
الرياضة في العالم مش بس لاعب ومدرب وإداري ... والنجاح مش بس تمرين كتير ... فيه الاعداد النفسي والمعنوي... وفيه علماء متخصصين في العلم الرياضي بيتابعوا اللاعب ويحللوا ارقام واحصائيات... والعلم ده بقي ليه درجات أكاديمية من جامعات عالمية... وده العلم اللي بيساعد الرياضي انه يطور الأداء ويكسر الأرقام القياسية.
ممكن تقرا أكتر عن الموضوع ده هنا
المنظومة الإدارية
مش محتاج محتاجين نتكلم عنها كتير ... المنظومة الإدارية الحكومية حالها من حال باقي الأجهزة الحكومية في مصر. لكن نقدر نختصر ونقول على أفضل الأحوال انها بتفتقد لحسن الادارة.
الخلاصة
الميدالية الأولمبية هي معادلة رياضية: موهبة + إدارة = ميدالية.
احنا عندنا قصور في المواهب لأننا بنفقد عدد كبير منهم ، وقصور في تشجيع وإدارة وتطوير المواهب... معظم المواهب الرياضية في مصر الا فيما ندر بتعاني من بيئة معاكسة وغير متعاونة، ومع ذلك بعضهم بيقدر ينجح ويتفوق ويحقق ميداليات أوليمبية... وده في حد ذاته بطولة خارقة.
Comments