أمس واليوم

عام 920 م

مرحبا، إسمي أوتارا ... أسكن هنا في جاوه بأندونيسيا ... منذ قليل كنت هناك عند أحد الحوانيت الجديدة شرقي الجزيرة، ظهرت تلك الحوانيت منذ فترة قصيرة بعدما أتى بعض التجار العرب إلى جزيرتنا حديثا، أذهب هناك عادة لأشتري تلك الأقمشة العربية المزركشة.

ما يحيرني هو التجار أنفسهم، غريب أمر هؤلاء الناس... منذ عدة أيام أعجبتني قطعة من القماش عند أحدهم، ولكنه أخبرني أن بها عيبا خفيا، تعجبت منه، لم يكن العيب ظاهرا على الاطلاق وكان من الممكن ألا الاحظه أبدا، قررت شراءها رغما عن ذلك، عندئذ أصر هو أن يبيعها لي بنصف ثمنها فقط... كان ذلك رائعا.

في يوم أخر ذهبت هناك لأسأل أحدهم عن نوع العطور العربية، أجابني أن لديه بعضا من ذلك العطر ولكن جاره في الحانوت المجاور لديه نفس العطر بجودة أعلى ... تعجبت أكثر، الطبيعي أن التجار يتنافسون، كيف يرشدني هو إلى تاجر أخر.

مع الوقت زادت ثقتنا جميعا في هؤلاء التجار، كانت أمانتهم وأخلاقهم الراقية مصدر دهشة دائما، وكان ذلك جليا دائما حتى وإن أدى ذلك الى الخصم من أرباحهم في بعض الأحيان... الحقيقة أننا لم نعتد على ذلك أبدا.

عندما سألت عن هؤلاء التجار عرفت أنهم مسلمون، وأن دينهم يأمرهم بذلك. أعتقد أنني أريد أن أعرف المزيد عن هذا الدين الذي يجعل أتباعه بهذا الرقي الإنساني... ربما أسأل أحدهم أو أطلب منه كتابا يحكي لي المزيد عن هذا الدين العجيب.

*************************

عام 2015 م

أهلا ... معذرة فقد كان يومي مزعجا ... إسمي ألبرت، أسكن هنا في تلك البلدة الصغيرة شمال أوروبا.

طوال الأيام السابقة أرى على شاشة التلفاز وعلى صفحات الفيسبوك صورا مفجعة. الكثير من الانفجارات والقتلى هنا وهناك ... منذ يومين كان هناك رجل ملثم في ملابس سوداء يحمل سكينا، ثم ذبح رجلا أمريكيا... نعم ذبحه! ... أؤكد لك أنني رأيت ذلك بنفسي، لقد ذبحه بالسكين أمام الكاميرا ... وعندما ذبحه أعلن أنه يفعل ذلك لأنه مسلم وأن دينه يأمره بقتل الكافرين من غير المسلمين... الأفظع على الاطلاق ما حدث بالامس، لقد حرقوا أحد الرجال حيا ... يا إلهي، إن هذا بشع حقا.

لم تكن تلك هي الحادثة الوحيدة، هؤلاء الناس يقتلون الجميع في كل مكان. هؤلاء الناس يقتلون غير المسلمين في بلادهم، أرى ذلك بوضوح في سوريا والعراق ونيجيريا أفغانستان... وفي مصر كانوا يحرقون الكنائس التي يعبد فيها الرب... الغريب أنهم يقتلون بعضهم البعض أيضا. هؤلاء المسلمون يعشقون القتل ومناظر الدماء ويقولون أن دينهم يأمرهم بذلك... وهم يفعلون ذلك ويرفعون راياتهم الدينية بوضوح أمام الشاشات ويتلون كتابهم المقدس العديد من المقاطع التي تحثهم على القتل... أي دين هذا يأمر بكل هذا الإرهاب البدني والنفسي للبشر.

ما زاد الأمر سوءا أن مجموعة من المسلمين ظهروا في بلدتنا، الحقيقة أنني لن أشعر بالأمان في وجودهم... أخشى على صغاري من هؤلاء.

#داعش #المسلمون #أندونيسيا #تجارة #عطور #أوروبا