الصندوق المسحور
- Mohammed Abdelaziz
- Jul 31, 2015
- 2 min read

أنا بحب التصوير ... لست مصورا محترفا ولكني أحب تصوير أي شيء وكل شيء ... أحب تصوير الناس والبنايات والطرق والحدائق والأطعمة والنهر والبحر والأباجورة والمروحة ومج القهوة اللي على المكتب... الخ
ورغم أني أحب ذلك كله إلا أن صور البورتريه لها سحر خاص ... فلا شيء يضاهي تصوير وجوه البشر ... لحظة خاصة تلك التي أنظر فيها لإنسان يرى صورته التي التقطتها له ... أتابع تعبيرات وجهه (أو وجهها) وهو ينظر الى صورته الجديدة، بمتعة كبيرة عندما أرى المفاجأة على وجهه ويبتسم في فرح لأن صورته "طلعت حلوة".
الحكاية أن الصورة الحلوة للإنسان هي جرعة من الطاقة الإيجابية ... مزيج من الراحة والثقة بالنفس والرضا عنها ... باختصار هي جرعة من السعادة يحصل عليها الانسان عندما يرى نفسه.
وكما قال "أحمد زكي" في الفيلم الشهير "مفيش حاجه بتسعد الناس زي انها تشوف صورتها حلوه"

ولذلك فكل لقطة حلوة لأحد الاصدقاء فهي بمثابة قطعة من السعادة أهديها له ... ولأن سعادة الانسان تزيد بمنح السعادة للآخرين فأنا أشعر بسعادة كبيرة بقدر سعادات الأصدقاء الذين التقط لهم الصور.
وهناك جانب أخر قد لا يعرفه سوى هواة التصوير ... فالصورة ليست مجرد فلاش ولقطة نخزنها في الذاكرة ... الصورة هي لغة ... نوع من التواصل بين الناس ... بعض الناس يجيدون التعبير لفظيا وخلق الأحاديث وبناء الحوارات الجذابة للتواصل مع الآخرين ... وبعض الناس أقل حديثا ولكنهم يستخدمون الصورة كوسيلة للتعبير بدلا من الكلمات.
الجميل في الأمر أيضا أن الصورة الحلوة يمتد تأثيرها عبر الزمن، فالصورة هي سجل للذكريات، وهي لحظة من الزمن استطعنا لأن نجمدها ونحفظها في صندوق مسحور هو تلك الصورة ... فربما تمر السنوات وتتطور ملامحنا وتأخذنا الحياة بمشاغلنا، ووسط زحام الدنيا قد تجلس يوما تتصفح البوم الصور، فتصادف صورة قديمة قد أكون التقطتها لك منذ زمن ... ربما تذكرني وتضحك وتستعيد الذكريات ... وتعود بعجلة الزمن للوراء الى حيث لحظة من السعادة.
Comments