top of page

الآن ... ربما نفهم المرأة

  • Mohammed Abdelaziz
  • Aug 22, 2015
  • 2 min read

على مر سنوات طويلة من عمر الزمن ظل الرجل ينجذب دائما الى المرأة، وظل أيضا يشتكي أنه لا يفهم المرأة ... لا يعرف "هي عايزة ايه أو بتفكر ازاي" ... لو زعلانة وسألها عن السبب فدائما ردها "مفيش" ... ولو ردت فغالبا ردها غير حقيقي وغير موضوعي وغير موثوق فيه، وعلى رأي ليلى مراد "لو قلنا لأ لأ، يعني نعم".

حالة من الغموض يشعر بها الرجل واختلف الكثيرون حول السبب ...

هناك من يقول إنه ربما نحن ساهمنا في ذلك الغموض نتيجة لعادات وتقاليد فرضت على المرأة قيودا على التعبير... حيث فرضت عليها قيودا على الكلام، قيودا على الضحك، قيودا على الحركة .... الخ... وهناك رأي أخر يقول أن المرأة بطبيعتها غامضة على اختلاف المجتمعات والثقافات، حتى ان “ميل جيبسون” في فيلم "What women want" ظل يعاني في محاولته فهم المرأة إلى أن صعقته الكهرباء.

أيا كانت الأسباب ظل الرجل يشتكي من ذلك الغموض، وظلت المرأة تعبر عن نفسها بشكل عام عبر قنوات محدودة تشمل أعمالا أدبية أوفنية، وبشكل خاص ظلت المرأة تبوح بأسرارها حصريا الى الصديقة "الأنتيم" ... تحكي لها مشاعرها وأحلامها وحواديتها ومواعيدها وأفراحها وأحزانها.

الجديد في الأمر أن شيء ما طرأ في السنوات القليلة الماضية لم يكن موجودا في عالمنا منذ بدايته.... لقد ظهر كيان جديد اسمه "السوشيال ميديا" .... فيسبوك وتويتر وانستجرام ... الخ.

النتيجة أن المرأة اليوم قد تتخذ الفيسبوك صديقا تبوح له ببعض الأسرار التي كانت حكرا فقط على الصديقات، وتسمح له طواعية أن ينشرها على الناس بحرية... ولم تعد المرأة بحاجة لأن تكون شاعرة أو صحفية أو فنانة، فالسوشيال ميديا متاحة للجميع، وتستطيع المرأة بأسلوبها الخاص أن تحكي عن نفسها كما تريد... ومن خلال السوشيال ميديا حكت هي الكثير...

حكت عن فتى أحلامها ... وصفته بدقة، كتبت له بوضوح ما تتمناه كي تكون سعيدة ... وضعت صور الرجال الأكثر وسامة في عينيها...

حكت عن مشاعرها وردود أفعالها التي قد يعجز الرجل عن فهمها ...

حكت عن تجاربها السابقة والدروس التي تعلمتها ...

حكت عن سعيها نحو الحرية ...

حكت عن علاقتها الحميمة مع الشوكولاتة والآيس كريم والحلويات الملونة (خصوصا الريد فيلفيت) ...

حكت عن طموحاتها وهواياتها وأفكارها وأحلامها وخططها للمستقبل ...

حتى صديقتها "الأنتيم" حكت عنها وأغرقت الصفحات بالكلمات والصور والقلوب الحمراء.

وهكذا ربما صار لدى الرجل فرصة أكبر - ولو قليلا - كي يفهم المرأة بشكل أفضل.

ويبقى سؤال ... ماذا لو صار الرجل والمرأة أكثر وضوحا وشفافية بالنسبة للأخر؟ ... ماذا لو فطن كل منهما الى طريقة تفكير الأخر ومشاعره وأحلامه؟ ... هل يجعل ذلك علاقتهما أكثر نجاحا؟ ... أم أن سحر الغموض هو جزء من الجاذبية بينهما؟

ربما نحتاج سنوات أخرى كي نعرف.

 
 
 

תגובות


Featured Posts
Recent Posts
Follow Us
  • Facebook Social Icon
  • Twitter Long Shadow
  • LinkedIn Social Icon

© 2015 Mohammed Abdelaziz. All Rights Reserved

 

bottom of page